من كام يوم .. كنت برتب قوضتى .. ثانيه واحده .. عشان ميحصلش عندكم اختلاط .. فى نوعين من الترتيب .. الترتيب العادى بتاع كل يوم الصبح .. زى ترتيب الملابس والكتب والسرير .. وفى نوع تانى اللى هو بيتعمل كل فين وفين .. اللى هو بيتم فى اخراج مصارين الدواليب والادراج وافراز الحاجات الغير ضروريه للتخلص منها والحاجات الباقيه تترتب .. من كام يوم بقى انا كنت بعمل النوع التانى .. دى مقدمة بس عشان متفتكروش انى فوضاوية
المهم بقى .. وأنا برتب الادراج لاقيت المفكرات بتاعتى بتاعت زماااان وانا صغيرة .. أو ممكن نقول عليها اوتوجرافات .. للى مش عارف مع ان صعب انه يكون فى حد مش عارف .. الاوتوجراف ده زى كتيب شيك كده وملون وجميل ومعظم الناس بتحب يكون عندها واحد .. خصوصا البنات والله اعلم .. فى آخر كل سنة من المدرسة بيجيب كل واحد الاوتوجراف بتاعهويخلى زمايله اللى ف الفصل والمدرسين يكتبولهم ذكرى عشان نفتكر بعض ونفتكر الايام الحلوه .. العجيب انى لما فتحت الاوتوجرافات دى .. كنت بضحك على نفسى ..هههههههههه .. بضحك على حاجات كنت كاتباها .. وعلى الكلام اللى زمايلى كانوا كاتبينه .. عارفين انتوا الحاجات دى اللى بيكتبوها اللى فيها سجع مضحك وعبيط .. هم كتير .. لكن زى مثلا
اكتب لك بالمقلوب لتكون ذكرى فى القلوب
اكتب لك بالعكس لتكون ذكرى فى النفس
اكتب لك بالقلم الرصاص علامة الحب والاخلاص
اكتب لك بالقلم الجاف عشان اكيد القلم الرصاص اتكسر
اكتب لك على ورق التفاح .. معرفش ايه النجاح .. اللى موجوده عندى ورق الليمون ..ههههههه
واختم بالذكرى ناقوس يدق فى عالم النسيان .. فتذكرينى الى الابد .. تحسوا انه ناقوس الخطر .. كأنها حرب
بس الظريف انى استعدت ذكريات جميله قوى .. ذكريات مدرسة العلوم وانا ف اعدادى وهى كاتبالى
ولكى تتذكرى .. عصى ابلة همت التى كنت احتفظ بها لديك
الحكاية وما فيها ان وانا ف اعدادى كان قانون الضرب لسة شغال .. ضرب المدرسين للطلبة .. مش العكس زى ما بيحصل دلوقتى .. كانت ابله همت مدرسة العلوم معاها عصاية طوييييلة قوى جايباها مش عارفة من انهى شجرة .. المهم بما انها ست كبيرة ومحترمة .. صعب تروح وتيجى كل يوم بالعصاية دى .. حتى هتبقى هطرة ..فقررت تشيلها عند حد من الطلبة ..المهم شالتها عندى انا ومتسألوش ليه .. هو الغالب .. ان مع قوامى اللى شبه العصاية كان من السهل ان الواحد كل ما يشوفنى يفتكر العصاية .. فهى كانت معذوره .. المهم .. كان المطلوب منى انى آخد العصايه معايا البيت وأجيبها كل يوم .. ولو مجبتهاش .. تبقى العواقب وخيمة
أسوا موقف حصل .. ان فى حصه من حصص العلوم .. واحدة صاحبتى بتتكلم مع زمايلها اثناء الحصة .. فأبلة همت قومتها وقالتلى .. هاتى العصاية .. طبعا موقف لا احسد عليه .. لو اديتها العصاية صاحبتى هتتضرب .. ولو العكس .. اكيد انتو عارفين .. الغريبة ومتسألوش ليه .. فضلت العكس .. واتضربت والحمد لله .. ماكانتش عصاية نشيلها دى
وف يوم نسيت العصاية .. وكنت خايفة جدا .. فصاحباتى قالولى طب هى مش هتعرف تضربك بإيه لان العصاية مش موجوده .. فحسيت بارتياح .. لحد ما جت ابله همت واكتشفت انى ماجبتهاش .. ففوجئت انها بتطلع من شنطتها عصاية صغيره استبن .. احتياطى يعنى .. وانتو كملو الباقى .. اهئ اهئ اهئ
وذكرى من مدرس الفيزياء بتاع ثانوى .. اللى كان متأكد مليون فى المية ان الطلبة بيرشونى على الاقل بكيس شيبسى او اتنين عشان مكتبهومش فى الغياب
حكاية دى بقى انى كنت ف ثانويه عامة كنت رائدة الفصل .. متفرحوش قوى دى كانت شغلانة مهببة .. وطبعا كان لازم آخد الغياب الصبح وأخلى الاساتذه يمضوهواحافظ على الامن والامان فى الفصل .. الخ الخ
المهم كانوا صاحباتى بيخرجوا من الفصل براحتهم خالص .. وكنت باكتب فى الغياب انهم يا عند الدكتوره يا فى اجتماع اوائل الطلبه .. وهم فى الحقيقة لا هنا ولا هناك .. فى مرة مدرس الانجليزى ما انطلتش عليه الحيلة .. الظاهر كان بيتفرج على افلام اجنبى كتير .. وقالى انتوا بتستهبلونى ؟.. مفيش اوائل طلبة النهارده .. يالا اتفضلى هاتيهم
المهم خرجت فى رحلة للبحث عنهم فى الممرات والحجرات .. لحد ما خطر على بالى اقتح باب المعمل .. وكانت المفاجأه .. لاقيت البشوات قاعدين ياكلوا ويلعبوا كوتشينة .. يادى المصيبة!! .. المهم قلتلهم ع المصيبة اللى احنا فيها .. فرحنا اترجينا مدرس الاحياء .. اللى هو كان مننا وعلينا يعنى .. عشان يخرجنا من الورطة دى .. وفعلا .. رجعنا الفصل .. ومدرس الاحياء قال لبتاع الانجليزى ان البنات كانوا معايا ف اجتماع لأوائل الطلبة .. ولا من شاف .. ولا من درى
وف نفس السنة .. اترشحت افضل رائدة للسنة .. طبعا انتوا عرفتوا ليه
وأخيرا .. فتحت مفكره من مفكراتى ولاقيت نفسى كنت كاتبة قصة عن فيلم شفته زماااااان .. فمصدقتش اللى انا كاتباه .. اسيبكم تعيشوا مع القصة
بعد تناول طعام الغداء وانا جالسة اشاهد التلفاز حولت على قناة السعودية 2 فإذا بى افاجأ بمقدمة فيلم اجنبى ذو موسيقى مرعبة .. فجذبنى
مدة الفيلم 20 دقيقة
الابطال 2 فقط
بدأالفيلم بمشهد لمنطقة مهجوره فى منتصف الليل فى وسط المدينة مع الامطار الغزيرة وضوء البرق المرعب وصوت الرعد وصناديق القمامة على جوانب الطريق والنواصى
كانت هناك سيدة فى 35 من عمرها تقريبا تمشى فى الشارع ودخلت احدى البيوت .. جففت وصففت شعرها وبدلت ملابسها واتمت مكياجها ثم خرجت
وهى تمشى فى وسط الطريق المظلم الساكن سمعت اصواتا غريبة فأصابها الخوف والتفتت حولها فلم تجد احدا .. مجرد ورق يتطاير مع الرياح وبرق .. ثم استكملت طريقها .. ولكن سمعت اصوات اقدام تقترب خلفها .. فازداد خوفها وقلقها .. فأسرعت ودخلت محطة مترو ولكنها كانت خالية من اى انسان . وكانت اصوات خطى الاقدام تقترب وتقترب ولم تجد شيئا حولها وكادت ان تنهار ولكن حاولت ان تتمالك وقالت : من هناك؟ اننى لا اخاف منك
وامسكت بعصا وتتبعت الصوت قائلة : اظهر ايها الجبان ....... وشكت بانه مختبئ داخل احدى الصناديق الكرتونية فأزاحت غطاء الصندوق وضربت بالعصا فإذا بشخص يتألم . فقد كان مجرد متسول نائم .. فقالت : معذره .انا متأسفة جدا .. ثم تجولت فى المحطة صارخه : هل من احد هنا ؟ .. لا احد يجيب
ثم اتجهت الى شباك تذاكر مغلق من الداخل فطرقت الشباك ... و ... قالت : هل من احد هنا ؟
واخيرا فتح الباب وظهر من وراء الشباك وجه شخص قال : ماذا تريدين ؟ لا تذاكر ولا قطارات فى ذلك الوقت .. فقالت : ارجوك ادخلنى عندك فاننى خائفة والبرد يكاد يقتلنى ... فقال : آسف .. هذا مخالف للتعليمات ولا اريد ان افتح الباب فالأشرار يكثرون فى هذا الوقت .. فقالت : ارجوك ... قال : اسف .. واغلق الباب على وجهها
فطرقت مرة اخرى وانتظرت قليلا .. ففتح ولكن هذه المره ابتسم قائلا : عندى مدفأه بالداخل . يمكنك الدخول بكل سرور
فدخلت وجلست على كرسى مريح . فقد كانت حجره بها منضدة وكراسى ودواليب ملابس . كل دولاب منهم بلافتة مكتوب عليها اسم صاحب الملابس
قال لها :هل تريدين فنجان من القهوه ام الشاى؟ .. فقالت فنجان من القهوه الساده بلا سكر ولا لبن لو تكرمت .. فانهمك فى تحضير القهوه .. ولكن وهى جالسة لاحظت على المنضدة جريدة اليوم والعنوان الرئيسى لها .. مجنون قاتل هارب ... ونظرت الى الدواليب امامها فإذا بدولاب منهم مغلق جيدا ولكن تظهر منه قطعة ملابس وامامه حذاء نسائى ولافتة الدولاب مكتوب عليها اسم نادولين ... فارتجفت واصابها الذعر وشكت فى هذا الرجل .. جاء الرجل بفنجان القهوه وقال : تفضلى .. بالمناسبة من انت ؟
قالت انا ادعى كايسى . اعمل مبرمجة كومبيوتر . لدى زوج وابنتى الصغيرة . وهذا هو الخاتم فى اصبعى
قال : اذا يمكننى ان اتصل بزوجك .. قالت زوجى مسافر .. قال : عجبا .. واين ابنتك ؟ قالت : عند جدتها
ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة باردة وقال : لا تقلقى فأنت فقط معى فى هذه الحجره ولا يوجد احد معنا .. وفجأه مد اليها يده ... فانتفضت واقفة مذعوره مرتجفة .. ثم استردت انفاسها وصافحته وهى قلقة .. قال : اهدأى انا ادعى جاك تشرفنا . اشربى فنجانك .. فجلست وتناولت فنجانها قائلة : ولكن لماذا لم تحضر فنجانا لنفسك؟ ... قال : انا لا احب الكافيين .. ومكث لحظات ناظرا اليها نظره باردة .. وفجأه انقطع النور
فانتفضت كايسى صارخة مذعوره ... فأضاء جاك شمعة قائلا :ماذا بك ؟.. لماذا تصرخين ؟ .. قالت : لا شئ انه مرض الخوف من الظلام . ونسيت ان آخذ دوائى .. فقال : اننى لا احب المدمنين .. فقالت : اننى لست مدمنة ويمكن التحمل بدون هذا الدواء .. هل استطيع دخول المرحاض؟ .. قال: نعم انه بالاسفل
نزلت من سلم صغير ومشت فى ممر متجهه الى الحمام ولكن شمعتها انطفأت .. نظرت خلفها فرأت ظل جاك يقترب منها ويبدو ممسكا بشئ .. فشهقت مذعوره.. ولكن عندما اقترب كان ممسكا بشمعة وبكرة مناديل قائلا : تفضلى
عندما خرجت كايسى من الحمام لاحظت جاك واقفا امام دولاب نادولين ... فقالت : لماذا كل هذه الدواليب ؟ ... قال انها تحتوى على ملابس العاملين .. وهذا الدولاب الذى امامى يحتوى على ملابس نادولين .. هى تعمل بالنهار وانا اعمل بالليل ... فقالت : هل يمكننى ان ارى الملابس ؟ .. قال : بكل سرور .. ثم قالت : هل ابدأ بهذا الدولاب امامك؟ .. فقال: حسنا .. واعطاها المفاتيح .. ترددت قليلا ثم تمالكت نفسها واخذت المفاتيح ثم توجهت ببطئ الى الدولاب وقلبها يخفق بشدة من الخوف .. ادخلت المفتاح وفتحت الدولاب بقوه ....... واخيرا تنفست الصعداء . فقد كان الدولاب يحتوى فعلا على الملابس
جلس الاثنان عند المنضدة . وجلست كايسى مستريحة وقد انزاحت عن وجهها علامات الخوف
قال جاك وهو يرتب اوراق الكوتشينة : عجبا . ماذا كنت تتوقعين ان يحتوى هذا الدولاب ؟.. وماذا لو كنت فعلا مجرما مجنونا؟.. ماهو رده فعلك ؟.... قالت: لتوسلتك ان تبقينى على حياتى. وماذا كنت ستفعل انت امام مجرم او مجنون ؟ قال: لاتصلت بالشرطة .. ثم نظر الى ساعة الحائط قائلا : اوووه . الساعة متوقفة . دائنما انسى ان القمها
ثم عادت الكهرباء واضئ المصباح .. فقال : عموما .. لقد اقترب الفجر
وفجأه .. سمعا صوت طرقات عند شباك التذاكر فقال جاك : انتظرينى لحظات لارى من الطارق .. ففتح شباك التذاكر فإذا بشرطيان واقفان .. احدهما ممسكا بصورة
فجحظت عينا جاك .. فقد كانت صورة كايسى
قال احد الشرطيان: انها مجنونة هاربة تدعى كايسى .. دست السم فى طعام زوجها وابنتها فقتلتهما ثم قطعت جثتيهما الى اجزاء ووضعتها فى الثلاجة .. اذا رأيتها فأبلغ عنها حالا
قال جاك .. حسنا حسنا .. ثم اغلق شباك التذاكر فى خوف
وعندما عاد كانت كايسى تنتظره ممسكه بقطعة مكسورة من الزجاج تمهيدا لقتله وكانت تخبئها وراء ظهرها ... فقال لها جاك: لا تقلقى .. لن ابلغ احدا ولن ادع احدا يعثر عليك
فى الصباح الباكر .. لقم جاك الساعة وضبطها على الساعة السادسة وكانت يده مجروحه ومربوطه
وقف اول مسافر عند شباك التذاكر .. قال : اريد تذكره لو سمحت .. واعطاه نقودا
ابتسم جاك قاثلا: بكل سرور .. وقطع له تذكره .. ثم اخذ الرجل التذكره وانصرف .... ونظر جاك خلفه ناحيه الدواليب .. فقد حدث شيئا جديدا ... لقد تغير دولاب نادولين ..... الان تظهر منه قطعة قماش مختلفة .. واللافته مكتوب عليها كايسى .. وابتسم جاك .. ولكن هذه المره كانت ابتسامة خبيثة ومرعبة .. مع موسيقى مرعبة
والمهم انى مستغربة .. ازاى قدرت اكتب بالطريقة دى وانا صغيرة .... انا سمعت ان الاطفال فى بداية حياتهم بيبقوا فى منتهى الذكاء .. ولكن مع الوقت ومع طريقة التعليم الغلط بيقل ذكائهم تدريجيا .. الى مرحلة الغباء
ولذلك .... دلوقتى وانا عندى 23 سنة .. احب اقول .. مرحبا بكم فى نادى المتخلفين